تجربتي مع جمعية الوداد

1

تجربتي مع جمعية الوداد لاحتضان الملائكة الصغار تأتي مُوفّقة ومُباركة، حيث إنه في شيءً من المودة والرحمة.. تأسست جمعيّة الوداد الخيريّة لرعاية الأيتام مُقدّمة خدماتٍ إنسانية واسعة من رعاية واستلام طلبات الاحتضان ومتابعة الأسر المُحتضنة، وفي هذا الصدد يُمكنني عبر موقع صناع المال بيان تجربتي المُشرقة في الاحتضان.

تجربتي مع جمعية الوداد

عن سهل بن سعد الساعدي قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلًّم:

َ”أنا وَكافلُ اليتيمِ في الجنَّةِ كَهاتين، وأشارَ بأصبُعَيْهِ يعني: السَّبَّابةَ والوسطى” [صحيح المسند]، ويقول الله تعالى: (وَآتُواْ الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا) [النساء: 2].

كما حثّت كافة الأديان السماوية على المودّة والرحمة والجانب الإنساني الموجود لدى البشر بالفطرة، ومن هذا المُنطلق انطلقت أنا ناردين حيان إلى إحدى الجمعيات الخيرية التي تختص برعاية الأيتام من أجل طلب الاحتضان، مع العلم أني أمتلك أبناءً بالفعل ولكن حالتي المالية والاجتماعية كانت تسمحُ لي بأخذ مثل هذه الخطوة لأجل الإنسانية.

أُحِبُ الأطفال وكل ما يأتي من جانبهم، وقد كانت بداية الفكرة في عام 2016 عندما كُنت أتحرى آخر الأخبار باستخدام الهاتف، لأرى إعلانًا منشورًا على إحدى المواقع المشهورة يُفيد بتوفّر خدمة الاحتضان في جمعية الوداد الخيرية، وكان الأمر بالفعل يخطُر في بالي في تلك الأحيان.

حيث كان دافعي الأساسي لرعاية الطفل اليتيم في منزلي الخاص دافعًا إنسانيًا نابعًا من القلب، وهذا ما زاد الأمر جمالًا وصدقًا بالنسبة لي، فبعدما رأيت الإعلان سارعت في التقديم داخل الموقع.

يُمكنني في صدد بيان تجربتي مع جمعية الوداد أن أوضّح لكم طريقة التسجيل والتقديم على طلب لاحتضان الطفل اليتيم ورعايته، وتأتي هذه الطريقة الإلكترونية مُتضمنة للخطوات التالية:

  1. أولًا يُمكنك الدخول على الموقع الخاص بالجمعية من هنــــا.
  2. يظهر لك الموقع بعدة خانات في الأعلى، اختر خانة “طلب احتضان”.
  3. قُم بالموافقة على المعايير بعد إتمام القراءة.

تجربتي مع جمعية الوداد

  1. ينقلك الموقع الآن إلى أقسام تسجيل البيانات التفصيلية عنك.
  2. قُم بملء كامل البيانات والحفظ لإتمام طلب الاحتضان وانتظار الرد.

اقرأ أيضًا: طلب مساعدة سداد دين السعودية

شروط في شأن طلب الاحتضان

إن الهيئة الإدارية الخاصة بجمعية الوداد صرحت بشروطٍ خاصة بطلب الاحتضان وذلك في إطار الحرص على كون الرعاية التي سوف يحصُل عليها الطفل هي رعاية مُناسبة له بالفعل وحتى يُعامل كمثل الأبناء وبشكلٍ عادل دون وجود أي تفرقة.

تهدُف الجمعية إلى توفير البيئة الصالحة للتربية للطفل اليتيم أثناء وجوده في الأسرة المُحتضنة، فهي تؤمن بكون دور الأسرة مُهم جدًا لرعاية وتربية الأطفال، ويتعدّى أهمية دور دير الأيتام كثيرًا، فالنشأة الطبيعية للإنسان لا تأتي من خلال مؤسسة رعاية شبه مُصطنعة، بل تأتي من فِطرة الإنسان الطبيعية في النشأة الأسرية السليمة.

وفي هذا الصدد قدّمت كل البيانات في الموقع كما ذكرت لك الخطوات سالفًا، ولكن قبلها بالتأكيد كنت قد تأكدت من الشروط الواجب توافرها حتى أُكمل طلب الاحتضان دون مواجهة أي مشكلات، ويُمكننا في هذا الصدد بيان هذه الشروط من خلال ما يلي من نقاط:

  • يجب أن تكون الأسرة سعودية الجنسية بالطبع وذلك يأتي في المقام الأول.
  • لا يجب أن يقِل عُمْر الزوجة عن 25 عام حتى يتسنّى لها تقديم الطلب، حيث كان عُمْري في هذا الوقت 32 عام، كما أنه لا يجب أن يتجاوز العمر 50 عامًا للزوجة.
  • التحقق من الأهلية الاجتماعية والنفسية والاقتصادية حتى تضمن الجمعية كونك قادرة على رعاية طفل يتيم بشكل يوفّر له نشأة طبيعية سليمة.
  • التحقق من السلامة الأمنية وصحة العائلة، وهي تعد من أهم الشروط التي أُأكد عليها من خلال تجربتي مع جمعية الوداد لاحتضان اليتيم.
  • التحقق من شرط الرضاعة الشرعية للأسرة.
  • الحصول على الرخصة الخاصة بالاحتضان، والتي بدونها بالتأكيد لم يكُن بوسعي كتابة تجربتي مع جمعية الوداد من الأساس، فهي شرط أساسي.

حلّ اليتيم فحلّت البركة

في البداية انتظرت لبعض الوقت حتى يتم قبول الطلب الخاص بي للبدء في إجراءات احتضان الطفل اليتيم، وبعدما جاء الرد قُمنا بالفعل بالإجراءات اللازمة لنأتي بعد فترةٍ وجيزة ببدر، والذي أحسستُ بكونه جزءًا منّي كان تائهًا في الحياة يبحث عن ملجأه الحقيقي لنأتي في طريقه.

تم التبنّي في النصف الثاني من عام 2016، وكان عمر بدر 5 أشهر تقريبًا، أي أن عمره الآن يساوي 6 سنوات ونصف تقريبًا، وحتى يكون ابنًا شرعيًا لي سمحت لنا آراء الفقهاء والمُجتهدين في الدين بإمكانية إرضاع الطفل، فأمسى شقيقًا لإخوته بالرضاعة.

كما أنه بصدد اسم اليتيم قد علِمت في هذه الأحيان أنه لمن المُحرّم بالفعل أن نقوم بتغيير اسم الطفل اليتيم ونسبُه لاسم الكافل، حيث يقول الله تعالى في آياته الكريمة:

{ادْعُوهُمْ لآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ في الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ} [الأحزاب: 5].

 منذ دخول بَدر إلى بيتنا وكأن الله يُكافئنا عما فعلنا، حلّت البركة وزاد الخير، لا تعلم كيف كان الله ييُسّر كل الأمور التي عانينا منها قبل مجيء بدر، ولكن حِكمة الله في ذلك واسعة لا يُمكن إدراكها، فقط النية السليمة تحكُم الأمر كله، فكما ذكرنا أن الدافع كان كُلّه مطعمًا بالإنسانية ولا غيرها.

كانت الجمعية مُهتمة دائمًا بتحقيق الرقابة على أُسرتنا والاستفسارات الدورية للاطمئنان على الطفل وحالته الصحية والبدنية وذلك لضمان نجاح عمليّة الاحتضان واستمرارها بشكل سليم دون تعرض الطفل لمشكلات، وكان بدر يحظى بالرعاية كمثل كل أخوته والله شهيدٌ على كلامي فكُنّا نُحبّه بالفعل فهو بالفعل أصبح فردًا من العائلة.

اقرأ أيضًا: رقم تليفون الجمعية الخيرية الإسلامية للقروض

نصائح في احتضان الملائكة الصِغار

بالتأكيد تأتي أي تجربة بخرة لا حصر لها، فأهم ما قد أُقدّمه من خلال تجربتي مع جمعية الوداد لاحتضان اليتيم، هو أن أقوم بطرح النصائح الخاصة بالاحتضان وكيفية التعامل مع الطفل اليتيم، والتي تأتي أبرزها على النحو التالي:

1- الوقت المُناسِب للإفصاح

في الأغلب يكون طلب الاحتضان للأطفال في الفئة ما بين شهر وسنتين، ولذلك لم يتوفّر لديهم الوعي الكافي في وقت الاحتضان حتى يُدركوا كونهم مُحتضنين من قِبل أُسرة أخرى ليست أُسرتهم، وهذا ما يتطلب استمرار السرية حتى يصًل لمرحلة جيدة من الإدراك للإفصاح عن حقيقة الأمر.

لا بأس من قول الحقيقة أبدًا، ولكن الخطأ كُلّه في تأخير الإفصاح عنها، وذلك قد يُسبب كثيرًا من المشكلات النفسية بالنسبة للطفل، يُمكنك اختيار الوقت المُناسب في الإفصاح، فأنا مع بدر اخترت وقتًا كان مُناسبًا في رأيي وأقول ذلك لما رأيته من تقبُل للكلمات التي وجهتها له، فهو لم يكُن لديه مُشكلة مع ذلك.

كان الوقت المُناسب بالنسبة لي مُتضمنًا عدم وجود مُشكلات في علاقتي مع بدر، كان بدر على قدرٍ من الوعي الكافي الذي يسمح له فهم الأمر ولكن بشكل سطحي، وهذا ما كان يُهم في الأمر، فإن تقبّل الأمر وتفهمه بعُمق أكبر على مدار سنوات العيش أفضل بكثير من الاصطدام بالحقيقة بمرحلة الإدراك العميق.

2- ابني في المُعاملة

قُلت لنفسي في مرةٍ من المرات قبل الولوج والبدء في إجراءات الاحتضان أني إن كنت أُخطط للتفريق بين أبنائي وبين الطفل المُحتضِن في أي فترة من الفترات أو بأي شكل من الأشكال فمن الأفضل ألّا أُقدِم على خطوة الاحتضان من الأساس.

فمن أهم النصائح المُقدّمة في حالة رعاية الطفل المُحتضِن هو ألّا تُشعِره بأنه غريبًا عن إخوانه حتى لا ينشأ في نفسه شيئًا من البغض تجاه نفسه، فهذا شرٌ كبير يجب عليك أن تتفاديه بكل الطرق، كما أن للمُعاملة الحسنة عاملًا كبيرًا في تقبل الطفل حقيقة كونه مُحتضنًا عند الإفصاح له فيما بعد.

فقد حثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على المُعاملة الحسنة، كما أن الدين في الأساس مُعاملة جيّدة ورحيمة، فإن كان الدافع وراء احتضان الطفل اليتيم من الأساس هو الشعور بالأمومة في حالة لم تكنِ قد رُزقتِ بعد بأطفال، فلا بأس من ذلك ولكِن يجب أن تُراعي أيضًا أنها روح يجب أن تُعامل وكأنه ابنٌ لك لم تلديه.

اقرأ أيضًا: قرض بدون ضمانات من الجمعية الإسلامية الخيرية

3- توعية إخوانه وإخوته

بالتأكيد لا يأتي كامل الدور عليكِ فقط، بل من شأن الإخوان أن يكون لهم دورًا قويًا في التغيير من نفسية الطفل المُحتضن، وإحساسه بأنه بالفعل جزء من العائلة، فيجب مراعاة التنويه والإرشاد لأفراد العائلة والقول بأن الطفل المُحتضن هو أخوكم بالفعل حتى لا يبغضوا بعضهم.

كما أنه يجب عليكِ أن تُشاركيهم الألعاب وأماكن النوم خاصةً لو كانوا بنفس السن، وذلك حتى لا يشعُر إخوانه أو إخوته بكونه غريبًا عليهم أو بأنه يوجد خطب ما، فإن كبروا على هذا الوضع لن يكونوا مُتعاونين وسيشعرونه بشعورٍ سلبيٍ لا يرغب الطفل أن يشعُر به.

كان أيضًا زوجي عُبَيْد يعمل على مساعدتي في أمور توعية الأبناء بأهمية نشر الحب والاهتمام بينهم، حيث إن مُهمة تكوين طفل مُحتضن سليم النفسية وسوي ومُتزن يقع على عاتق أفراد الأسرة كُلّهم فهي منظومة مُتكاملة مبنية على بعضها بالتأكيد.

الأسرة هي البيئة الصحيحة السليمة للتربية والنشأة، وبشأن تجربتي مع جمعية الوداد لاحتضان اليتيم يُمكنني القول بأنها تجربة ناجحة أهدت لنا شخصًا كريمًا يُساعِدنا في دخول الجنة، كما يُشعِرنا دائمًا أن الحياة قد لا تكون عادلة أحيانًا ولكن الله رحيمٌ بالعبادِ دائمًا.

تعليق 1
  1. غير معروف يقول

    غير صحيح كل ماذكر عن تجربة الاحتضان منذو عشر سنوات وحتى تاريخ لم يتم قبول الاحتضان حتى تاريخه علما بانني متزوج من ثلاثون عاما ولم امنح طفل . والحمدلله على كل حال

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.