نصائح وارن بافيت في الاستثمار (23 نصيحة ذهبية)

4

«إذا كنت تشتري ما لا تحتاجه، سيأتي عليك الوقت الذي تضطر فيه لبيع ما تحتاجه» – تلك هي أحد أهم مبادئ الملياردير وارن بافيت، أحد أغنى أغنياء العالم الذي يحتل المركز الثالث في قائمة أغنى أغنياء العالم وفقًا لمجلة فوربس الأمريكية، التي تصدر قائمة سنوية بأثرياء العالم بحلول نهاية كل عام، وتقدر ثروته بحوالي 66.5 مليار دولار.

وارن بافيت هو رجل بكل المقاييس يعد علامة في مجال الاستثمار. إذ أن الطريق الذي سلكه لتكوين ثروته الضخمة لم يكن مفروشًا بالورود، فقد كان طريقًا طويلًا ولكنه ناجح بخطى واثقة. وهذا ما يتضح من مقولته الشهيرة التي اتخذها قاعدة لاستثماراته، مقدمًا لكبار المستثمرين وللمبتدئين كيفية الاستثمار الناجح.

نصائح وارن بافيت في الاستثمار (23 نصيحة ذهبية)

دروس الاستثمار التي نتعلمها من حياة الملياردير وارن بافيت كثيرة ومتعددة، نستطيع أن نقول إنها تمتد إلى مختلف جوانب حياته لنخرج بأهم نصائح الاستثمار الناجح التي أثرى بها وارن مجال الاستثمار، والتي نستطيع الخروج بها من لقاءاته الإعلامية واستنباطها من كلماته في لقاءات الاستثمار السنوية ومن أحاديثه إلى المقربين إليه وفريق عمله، إلى جانب الدروس المستخلصة من أوراقه البحثية.

هذا ما جعلنا نقف على أكثر من 23 نصيحة للملياردير وارن بافيت لتكوين الثروات، وهي خلاصة خبرات هذا الرجل الناجح الذي أرسى قواعد استثمارية تواكب الاستثمار في العصر الحديث وتعالج مختلف قضاياه.

1- اسأل نفسك كيف تدخر أموالك

يشير وارن بافيت إلى أن الاستثمار يبدأ لحظة إدراك الإنسان ضرورة ادخار المال اللازم لبدء عملية الاستثمار، إذ أن الادخار لابد أن يكون أسلوب حياة وينتج عن عادات الإنسان. لذلك، لابد أن تعرف كيف تدخر وتقف على عادات الادخار الصحيحة التي تختصر الطريق إلى الاستثمار الناجح دون مماطلة.

حين تتعلم قواعد الادخار، ستعرف أنه ليس مقياسًا كم تدخر، المهم أن تدخر. ومن المميز في الأمر أن عادات الادخار يمكن اكتسابها بسهولة، فإن كنت تريد أن تدخر فعليك أن تعيش بمستوى حياة أقل مما أنت عليه الآن، وبدون مبالغة تستطيع أن تدخر أول مليون دولار في حياتك فقط باكتساب عادات الادخار في كل أنشطة وممارسات حياتك.

2- تعلم المحافظة على ما تدخر

قد تظل تدخر سنوات طوال، ولكن تأتي لحظة واحدة تكون كفيلة بأن تخسرك كل ما تمتلك، سواء كنت تمتلك مشروعًا أو شركة أو لا تزال في مرحلة الادخار. قرار واحد خاطئ كفيل بأن يضيع كل ما تعبت من أجله، وهذا لا يجعلك تخاف بقدر ما يجعلك حريصًا على الحفاظ على ما وصلت إليه. تستطيع القيام بذلك من خلال التفكير الإيجابي وحساب كل خطوة تخطوها.

لذلك، تعلم أيضًا أن تقوم بالأشياء بطريقة مختلفة دون أن تعتمد على ما توصلت إليه أو على سمعتك التي تتمتع بها.

3- كن مع الناجحين فأنت متوسط أكثر 5 أشخاص تقضي معهم وقتك

إن أحطت نفسك بأشخاص تفكيرهم عادي ولا يمت بصلة إلى الاستثمار، فسوف تجد نفسك تفكر مثلهم. الإنسان يتطبع بطباع من يقضي معظم وقته معهم. لذا، التواجد مع الأشخاص الناجحين الذين يملكون عقلية استثمار مميزة سيجعلك مشغول البال بالاستثمار أيضًا.

يولد لك أفكارًا استثمارية مذهلة، يكفي أنك بعيد عن الأفكار التقليدية والتفكير السلبي. لن نخطئ حين نقول إن الدخول إلى قلب العالم الذي نريد هو ما يجب أن نفعله لكي نكون جزءًا منه بدلًا من أن نراقبه من الخارج.

4- اهتم بالقيمة أكثر من السعر

في الحقيقة، إن كل من يسعى وراء شراء منتجات أو سلع أو أسهم، أيًا كان ما يريد شراؤه بسعر أقل ويتنازل عن الجودة في المقابل، فهذا لا يحقق سوى أرباح ومكاسب وقتية لا تستمر طويلًا. لذلك عليك أن تعرف أن سعر ما تدفعه لابد أن يكون مقابل قيمة الشيء. بقدر قيمته بقدر ما تحصل في مقابله.

ولذلك عليك أن تشتري عندما يكون السعر منخفضًا ومنتج قيمته وجودته عالية. ذلك ينطبق على أي سلعة وعلى الأسهم أيضًا. الأمر يستوي تمامًا، لأن السعر ما تدفعه، أما القيمة هي ما تحصل عليه.

5- اجتهد ولا تتعجل النتائج

تذكر أن وارن بافيت، ثالث أغنى رجل في العالم، بدأ استثماره منذ الصغر ولم يصل إلى ما وصل إليه بعد سنة أو سنتين بل بعد سنوات طويلة. هذا ما ينصح به وارن، فعليك أن تجتهد طويلًا ولا تتعجل النتائج، فربما مكسب على المدى البعيد أفضل من خسارة قريبة.

حتى أن الاستثمار في أكثر من مجال لا يجعلك تغتني سريعًا. هنا تشبه وكأنك تريد أن تحصل على طفل فتأتي بتسع نساء حوامل ليُلدن لك طفلًا في شهر واحد. لذلك عليك أن تنتظر الوقت الكافي حتى تأتي استثماراتك بنتائج حقيقية وتستطيع أن تقف على أرض صلبة يعتمد عليها في بناء استثمارات جديدة.

6- استغل الفرص أفضل استغلال

هل تعتقد أنه حينما تسقط الأمطار فإنك تستغلها وتستفيد بها كأن تفتح يديك وتملاهما ماءً؟ هذا ما ينطبق على اقتناص الفرص تمامًا. فقط تأتي فرصة إليك، ونادرًا ما تأتي الفرصة في الحقيقة، فإن استفدت منها فهذا لا يعني أنك استغليت الفرصة الاستغلال الأمثل. نصيحة وارن هي أن تستغل الفرص أفضل استغلال ممكن.

» اقرأ أيضاً: من هو اغنى رجل في العالم

7- اكتساب مهارة التنويع

تنويع مجالات الاستثمار من حقائق الاستثمار التي يعرفها الكثيرون، ولكن التنوع مهارة في حد ذاته. إن لم تعرف كيف تنوع استثماراتك وتستطيع أن تدير أكثر من استثمار، فعليك أن تعمل وفقًا لقاعدة التنويع الأولى وهي التنويع القليل.

فإن كان التنويع قاعدة من قواعد الاستثمار الناجح والمضمون، فالتنويع القليل أي بحذر وبحسب قدرة المستثمر هي قاعدة ومهارة هامة من مهارات التنويع المطلوبة للاستثمار الناجح. كما يعد تنويع الاستثمارات ذراع الأمان ضد أي خسارة، فإن تنويع الاستثمار بحجم قليل هو حائط السد للمبتدئين ولمن لا يجيدون إدارة تنويع الاستثمار.

8- ابحث عن الرائع ولا تقبل بالمتاح

في الحقيقة، أن “المناسب” الذي يقبله الكثيرون يقلل من طموحاتك ولا يرقى لطموح المستثمر الناجح. إذ أن تفكيرك يجب أن يتجه إلى البحث عن الرائع وليس المناسب. لذا إن اشتريت شركة مناسبة بسعر رائع، فليس هناك فائدة لأن الفائدة الأكبر تعم عليك حين تشتري شركة رائعة بسعر مناسب. ولعل هذا ما يستكمل نصيحة وارن بافيت بأنك تحصل على قيمة ما تشتري، فيجب أن يكون تركيزك للأعلى ولا تضع نفسك أمام خيار المناسب.

9- اجعل لك ميزة تنافسية متفردة

حين تقدم سلعة أو منتج أو خدمة يحتاجها المجتمع، فبالتأكيد سوف تربح، وخاصة إن كان المجتمع في حاجة إلى مثل هذه السلعة أو المنتج. ولكن الهدف من الاستثمار ليس أن تربح بل أن تربح أضعاف ما تريد ربحه وأن تحافظ على الاستثمار. لذلك، حين تقدم سلعة أو منتجًا أو خدمة على أساس أن المجتمع والناس بحاجة إليها، فلن تحقق أكثر مما يحققه الآخرون.

وستكون سعيد الحظ إن تمكنت من تحقيق ما حققه الآخرون، أما إن وجدت لك ميزة تنافسية تجعلك مميزًا عن الشركات التنافسية الأخرى، فهنا تعرف أنك تملك مفاتيح الاستثمار الناجح. كلما كانت هذه الميزة التنافسية متينة وحقيقية، كلما تمكنت من فتح أبواب جديدة في استثماراتك.

10- كن ما لا يكون الآخرون

في الحقيقة، حينما تكون مثل الآخرين فسوف تتقاسم معهم نفس الفرصة فيما بينكم. أما حينما تكون مختلفًا عن غيرك وبغير ما هو عليه، فحينها تستطيع أن تنجح. عندما يكون الطرف الآخر خائفًا من الاستثمار أو من نقطة معينة، فإن كنت أنت الآخر خائفًا، فلن ينجح كلاكما. أما إن كنت جشعًا وعرفت كيف تستغل هذا الخوف وتخرج منه بأكبر فائدة، فهنا تستطيع أن تستثمر بنجاح.

وعلى النقيض، عندما يكون الطرف الآخر جشعًا، فعليك أن تخاف على ما تملكه وتحافظ عليه دون مخاطرة. هذا ما تستطيع تطبيقه في مجال الاستثمار من خلال الشراء وقتما يبيع الجميع وقت انخفاض الأسعار، والبيع وقتما ترتفع الأسعار فالجميع يتوقف عن الشراء، فحينها تستطيع أن تبيع بأسعار مميزة جدًا. هذه هي مفاد نصيحة أن تكون جشعًا وقت خوف الآخر وأن تكون خائفًا وقت جشع الآخر.

11- ركز تصبح ناجح جدا

في مجال الاستثمار، يمكنك أن تكون مستثمرًا ناجحًا، ويمكنك أن تكون مستثمرًا ناجحًا جدًا أيضًا. الفرق بين المستثمر الناجح والمستثمر الناجح جدًا كالفرق بين وارن بافيت، أحد أغنى أغنياء العالم، وبين أي مستثمر ناجح آخر.

إذا أردت أن تكون ناجحًا جدًا وتحذو حذو الملياردير وارن بافيت، فالسر يكمن في التركيز. النجاح يتطلب تركيزًا شديدًا، لذلك ركز على ما تريد. التركيز على مهمة واحدة أفضل من السعي لتحقيق قائمة مهام طويلة. بل يمكنك أن تضع قائمة مهام لا فائدة من القيام بها لتتجنبها وتتركز على ما تريد القيام به لتستثمر بنجاح.

12- ادرس فشل الآخرين

لم يكذب من قال “ابدأ من حيث انتهى الآخرون” حتى في الفشل وليس في النجاح فقط. فما الفائدة في أن تقع في نفس الخطأ الذي وقع فيه الآخرون؟ سقوط الآخرين في خطأ ما لابد أن يكون نجاة بالنسبة لك، وذلك حينما تعرف أخطاء الآخرين وتتجنب مواطن الضعف التي كانت سببًا في فشلهم.

إذا كنت تبحث عن معلم في الاستثمار، فالإخفاق والفشل الذي وقع فيه الآخرون هو أكبر معلم يمكن أن يفيدك ويلقنك دروس الاستثمار. عليك أن تضع في عقلك أن الاستفادة من أخطاء الآخرين أهم بكثير من الاستفادة من نجاحاتهم، لأن الحفاظ على ما وصلت إليه أفضل من تحقيق نجاح آخر.

13- استثمر الأرباح أيضًا ولا تتوقف عن إعادة تدوير مالك

حينما تدخل مجال الاستثمار، فليس الهدف أن تستثمر مبلغًا معينًا، بل أن الشخص الناجح يهدف إلى أن يكون أنجح. تدوير واستثمار الأرباح سبب لتحقيق نجاحات أكبر، لذلك احرص على استثمار الأرباح مرة أخرى. استثمار الأرباح يفتح لك باب كسب الأموال وحصد الثروات من أوسع أبوابه.

لقد تعلمنا هذه القاعدة من وارن بافيت حين قام بشراء مجموعة من الألعاب مثل كرات التنس إلى جانب مجموعة من الألعاب الأخرى هو وصديقه، وكسب منهما أموالًا كثيرة. حينها قرروا استثمار هذه الأرباح في شراء أسهم، وبذلك أرسى وارن بافيت قاعدة من أهم قواعد الاستثمار الناجح وهي ضرورة استثمار الأرباح مرة أخرى.

14- اعرف جيدًا ما تقوم به وما تحصل عليه

حينما يكون هناك طرف آخر في المشروع أو في الاستثمار، فهنا يتطلب أن تتعلم مهارة التفاوض، والتي تجعلك قادرًا على الخروج من التفاوض بنتائج جيدة بل تخرج بأفضل النتائج. حين تعرف ما الذي عليك القيام به في مقابل ما ستحصل عليه بشكل مفصل، يجعلك على دراية تامة بأن أي شيء تقوم به يحتاج إلى أن تدرسه جيدًا وتقف على المطلوب منك والمطلوب من الآخر.

قدم لنا وارن بافيت هذه النصيحة التي تعلمها منذ الصغر بعد أن تعرض لموقف قاسٍ جدًا. يقول: “يومًا ما وأنا صغير، ضربت عاصفة ثلجية البلاد فتحول محل جدي إلى كومة ثلج. حينها طلب جدي أن أخلصه أنا وصديقي من الثلج مقابل المال. بعد عمل خمس ساعات متواصلة، أنهينا المهمة بنجاح، وقمنا بتكسير الجليد بأكمله. لكن الصدمة كانت حين أعطاني جدي 90 سنتًا نتقاسمها أنا وصديقي مقابل هذا العمل!”

ومن هنا تعلم وارن ضرورة معرفة المطلوب منه جيدًا والمطلوب من الطرف الآخر، وما يستطيع أن يقدمه كل طرف. ومن حينها يقوم وارن بعقد صفقاته بنجاح لأنه أدرك جيدًا كيف يكون التفاوض.

15- انتبه لأصغر التفاصيل

المستثمر الناجح يعرف جيدًا التكاليف المطلوبة، ولكنه يتابع صرف تلك التكلفة بنفسه ويتأكد منها. إن أهملت متابعة تكلفة صغيرة، فستهمل التكلفة الكبيرة أيضًا. فعلى سبيل المثال، ليس عليك معرفة عدد علب المناديل الموجودة في كل كرتونة، بل عليك أن تتأكد من عدد المناديل الموجودة في كل علبة من علب المناديل الموجودة في الكرتونة الكبيرة.

التدقيق في أصغر التفاصيل يمكنك من إتمام الاستثمار بنجاح دون أن يستغلك أحد، وبالتالي لا تفاجأ بالخسارة من حيث لا تدري. يمكنك أن تطبق هذه النصيحة في مجال الاستثمار ليس فقط من خلال الانتباه إلى أصغر التفاصيل وأصغر التكاليف، بل التعامل أيضًا مع الشركات والمؤسسات التي تهتم بأصغر التفاصيل.

16- لا تقترض أبدًا وإن حدث ذلك تخلص من القروض كخطوة أولى للاستثمار

آلاف الأشخاص وقعوا في فخ الاقتراض والديون. ليس فقط من يعتمدون على القروض في سد احتياجاتهم اليومية، بل المشكلة الأكبر أن الكثيرين ممن رغبوا في استثمار الأموال وإقامة مشاريع كبيرة وقعوا في فخ اقتراض الأموال. القاعدة الأهم في الاستثمار الناجح هي عدم الاعتماد على أموال الاقتراض في الاستثمار.

وذلك لأن نسبة فوائد الاقتراض تكاد تعادل ما يمكن أن تربحه من الاستثمار نفسه. حتى أنه من الأفضل ألا تعيش على الاقتراض وتقبل بحياة متوسطة من أن تدفع سنين عمرك لسداد الديون. إذا كان عليك ديون، فمن الأفضل أن تعمل على تسديدها، ثم تبدأ في ادخار مبلغ تبدأ به استثمارك.

17- تعلم الصبر ولا تستسلم سريعًا

يتغير السوق مرارًا وتكرارًا مما يجعلك بحاجة إلى الصبر أكثر فأكثر لكي ترى نتائج ما تعمل. التغيرات في السوق قد تضطرك في يوم من الأيام إلى الخروج عن صبرك، ولكن إن نفذ صبرك، لابد ألا تستلم من الجولة الأولى. إحدى أهم قواعد الاستثمار الناجح التي قدمها وارن بافيت هي أن تكون صبورًا ولا تستسلم سريعًا.

دائمًا ما يضرب وارن بافيت مثالًا على ذلك بما حدث مع المستثمرة روز بلامكين، المهاجرة الروسية التي قدمت مثالًا للاستثمار الناجح بفضل المثابرة وعدم الاستسلام التي تحلت بهما عند إدارة مشروعها. استثمرت روز بلامكين أموالها التي جنتها من بيع الملابس المستعملة مع جزء من أموال أخيها، وبالتحديد 500 دولار، وأسس أكبر مشروع أثاث في أمريكا الشمالية.

قام هذا المشروع على ميزة تنافسية غير متوفرة لدى المنافسين وهي توفير الأثاث ذو الجودة العالية بأسعار أرخص من المنافسين. بعد جذب الكثير من العملاء، تجمع جميع تجار الأثاث المنافسين واتفقوا مع موردي الأثاث بأن يوقفوا توريد الأثاث لها. إن كنت محل السيدة روز بلامكين، فماذا كنت تفعل يا ترى؟

الصبر وعدم الاستسلام هو الأمر المطلوب هنا. هذا ما أخرج روز من هذه المعركة ناجحة. لم تقبل بالواقع ولم ترض برفع أسعارها مقابل موافقة الموردين على توريد الأثاث لها مرة أخرى، بل عملت على توفير منافذ شراء جديدة للأثاث. قامت بالتعاقد مع موردين للأثاث ذو الجودة العالية والسعر المنخفض أيضًا ووجدتهم خارج الولاية. بذلك استمرت المستثمرة روز في بيع الأثاث بسعر أقل من المنافسين وبجودة عالية. هذا ما أخذه الملياردير وارن بافيت درسًا وضعه نصب عينيه.

ما يجب على كل من يريد الاستثمار بنجاح أن يضعه نصب عينيه هو أن الاستثمار الناجح يحتاج إلى صبر وعدم استسلام، وهذا ما تستطيع القيام به من خلال إيجاد حلول أخرى لكل ما يعترض طريقك ورؤية الأمور بنظرة أخرى.

18- حدد متى عليك أن تقف

أي عمل تقوم به، عليك أن تعرف متى يجب عليك أن تقف وتنهي العمل الذي تقوم به، وخاصة في مجال الاستثمار. الاستمرار في مشروع ما أو القيام بخطوة ما كفيل أن يتسبب في خسارة ليس جزءًا كبيرًا من أموالك بل خسارة كل أموالك. تستطيع أن تقف على ما تقوم به من خلال التفكير الجيد فيما يحدث دون أن تدع الأمل الكاذب يتحكم فيك.

ينصح وارن بافيت بذلك بعد أن خسر جزءًا كبيرًا من أمواله حين راهن على سباق. عندما كان في سن المراهقة، راهن على فوز أحد المتسابقين وكرر الرهان رغم خسارته مرة تلو الأخرى، ليعود إلى منزله خاسرًا المبلغ الذي ربحه في أسبوع كامل. هنا يقول: “تعلمت أن أعرف متى أتوقف تحديدًا”.

19- لا تخسر المال

أحد أشهر مقولات وارن بافيت هي ألا تخسر المال. هذه هي القاعدة الأولى، والقاعدة الثانية أن تتذكر القاعدة الأولى. ما يعنيه ذلك أن مجال الاستثمار وعالم المال والأعمال يهدف بقدر الإمكان إلى ألا تربح فقط، بقدر ما أن تحافظ على الربح. لذا، لا تخسر المال ثم لا تخسر المال مرة أخرى. احفظ هذه القاعدة لكي تستثمر بنجاح.

20- استثمر في نفسك

ما فائدة أن تملك أموالًا وشركات وتعتمد على موظفين ومستشارين وتجهل الكثير عن مجالك في نفس الوقت؟ اعتقد أنك لابد أن تدرك حقيقة أنك حين تتعلم أكثر وتنمي ذاتك وتطور من قدراتك ومهاراتك، فلن تدفع ضرائب عن الاستثمار في ذاتك. إنه الاستثمار الوحيد المتوفر بدون ضرائب، لذا عليك ألا تهتم بتنمية مشروعك واستثماراتك وتجهل تنمية وتطوير ذاتك.

بقدر استثمارك في ذاتك وتعلم كل ما هو جديد ومعالجة عيوبك، بقدر ما تستطيع تطوير استثمارك. إن خسرت كل شيء من ممتلكات وأموال، فأنت من صنعتها وأنت من تستطيع أن تصنعها مرة أخرى. أما من يعتمد على مهارات الآخرين في القيام بكل شيء نيابة عنه، إن سقط لن يقوم ولن يجد من يقبل بأن يساعده وهو في موقف ضعيف. ذاتك هي استثمارك الحقيقي.

21- اعرف كل شيء تقوم به في مجالك

ما هو مجالك؟ اعتقد أنه وبكل تأكيد استثمار الأموال، أليس كذلك؟

إذا أنت بحاجة إلى تعلم إدارة المال. ذلك لأن القيام بأي خطوة لا تعرفها عند إدارة مالك كفيلة بأن تتسبب في إضاعة المال. هذا ما يحدث مع من لا يعرفون ماذا يفعلون. الهدف من معرفة المال وكيفية إدارته هو الوقوف على كل الفرص وكل المخاطر لتعلم الحد من المخاطر وتجنبها، ومعرفة كيفية الاستفادة من الفرص.

22- لا تستبعد الحلول العادية

إذا ركزت دائمًا على أن تقوم بأشياء غير عادية وتحدث نتائج غير عادية، فهذا سيكون سببًا رئيسيًا في أن تخسر الكثير من النتائج المميزة التي كنت تستطيع اقتناصها باتخاذ قرارات عادية أو القيام بأشياء عادية. القاعدة الذهبية في الاستثمار هي أنه بإمكانك أن تحصل على أشياء غير عادية ونتائج أكثر من مميزة من جراء القيام بأشياء عادية.

23- تعلم باستمرار

مهما كبر الإنسان، سيبقى بحاجة إلى التعلم. مع التقدم التكنولوجي الرهيب وعصر السرعة الذي نعيشه، سر نجاح وارن بافيت يكمن في كونه دائم الحرص على التعلم والاطلاع على كل ما يفيده. إن توقفت عن التعلم، فاعرف أنك توقفت عند هذا الحد عن النجاح والتقدم. التعلم الزامي وليس رفاهية، فلا تجعل التعلم خيارًا بالنسبة لك، بل اجعله إلزاميًا وستلمس نتائجه بيدك.

24- ابتعد عن المجهول

الدخول في مشروع مجهول أو استثمار مجهول قادر على التسبب في خسارتك كل أموالك، خاصة إذا اعتمدت على الدخول في مشاريع مجهولة بكل أموالك. هذا فعل منافي لكل قواعد الاستثمار. من أمثال الابتعاد عن المجهول، الابتعاد عن التعامل بعملة البيتكوين التي يتعامل بها المستثمرون عبر الإنترنت دون معرفة من صاحبها ومن المتحكم فيها.

حتى إن أقبل عليها الكثيرون بفضل إمكانية الربح منها، يبقى المجهول عن هذه العملة أكبر خطر يهدد الاستثمار. هذه كانت خلاصة ما ساعد الملياردير وارن بافيت على تحقيق الاستثمار الناجح حتى أصبح ثالث أغنى رجل في العالم وصاحب ثروة تقدر بقيمة 66.5 مليار دولار.

من هو وارن بافيت؟

في البداية، عليك أن تعرف من هو وارن بافيت (Warren Buffett).

وارن بافيت يدير أكبر شركة استثمارية حول العالم، فهو المدير التنفيذي لشركة بيركشاير هاثاواي (Berkshire Hathaway)، كبرى شركات الاستثمار التي تضم أكثر من 330 موظفًا، إلى جانب مؤسسة Buffett Foundation الخيرية، أكبر مؤسسة خيرية في العالم. وارن بافيت، الذي يلقبه الجميع بـ”العجوز الماكر” والبالغ من العمر 86 عامًا، لم يصبح مليارديرًا وأغنى أغنياء العالم بفضل تركة تركها له والديه، ولا من راتب وظيفي كبير، بل جمع ثروته من مجال الاستثمار وبالتحديد من قدرته على الاستثمار الناجح. فلا نخطئ حين نقول إن وارن بافيت أرسى قواعد جديدة للاستثمار، خاصة أنه اعتمد على الأدوات الاستثمارية المتاحة للجميع، فلم يخترع الذرة ولكنه استفاد من كل ما هو متاح بين يديه وصنع ما يريده لنفسه.

بدايات وارن بافيت في عالم الاستثمار

ولعل بيئة الاستثمار والتجارة التي ولد فيها وارن بافيت كانت سببًا رئيسيًا في نبوغ الطفل منذ صغره وتميزه في مجال الحسابات وحبه الشديد بمجال المال والأعمال.

ولد وارن بافيت في عام 1930 في الولايات المتحدة الأمريكية، وكان والده يعمل في سوق الأسهم. وارن الملياردير العجوز الماكر، كما نطلق عليه، لم يبدأ الاستثمار وهو في سن كبيرة بل بدأ استثماره منذ وقت مبكر لا يتخيله أحد. كان في عمر السادسة عندما بدأ أول استثمار وربح 5 سنتات من أول 6 زجاجات كوكاكولا قام بشرائها بـ25 سنتًا وباعها بـ30 سنتًا. فلا نتعجب منه حين قال قوله الشهير: «لا تدخر ما يتبقى بعد الإنفاق، بل أنفق ما يتبقى بعد الادخار» لأنه بدأ أول ادخار له من احتياجاته وكان يعيش بما يتبقى من ادخاره وليس العكس.

لم يقف عند هذا الحد، فبعد خمس سنوات من ذاك الحين، كان قد وفر مبلغًا ماليًا يؤمن له شراء أول سهم. هل نتخيل طفلًا يبدأ أول استثمار له في السادسة ليؤمن أول استثمار له في سوق الأسهم في عمر الحادية عشرة؟!

كانت الأسهم التي اشتراها وارن ابن الحادية عشرة في شركة سيتيز سيرفيس، وبعد شرائه للأسهم، ارتفعت أسعارها وتمكن من بيع السهم الواحد بثمن 38 دولارًا، ولكن بعدها بقليل هبطت أسعار الأسهم بفارق 10 دولارات. حينها قرر ألا يبيع الأسهم حتى عاود السوق ازدهاره وباع الأسهم بسعر مرتفع، ليتعلم أول درس في الاستثمار ونتعلم منه قاعدة الاستثمار الأولى، لدرجة أنه باع الأسهم حين بلغ سعر السهم الواحد 40 دولارًا، أي أعلى من السعر الأول الذي باع به.

كان يعتمد الصبي على تجارة بيع وتوزيع الصحف كمصدر رئيسي للأموال التي يشتري بها الأسهم، حيث وصلت ثروته إلى 5 آلاف دولار حين كان عمره 17 عامًا. وقتها التحق بالجامعة التي سمحت له بالاحتكاك المباشر بعمالقة الاستثمار. حين التحق بجامعة كولومبيا، حرص على الاستفادة من كل الأساتذة في مجال المال والأعمال، وكان جراهام أستاذه المقرب الذي اكتسب منه خبرات استثمارية كثيرة.

إن كنت تريد أن تنجح في استثماراتك، فعليك أن تعمل بنصائح وارن بافيت، وسيحالفك النجاح دون أدنى شك.

4 تعليق
  1. بوم كاي بشير توتو يقول

    وارن بافيت العقلية الاستثمارية الفذ في القرن العشرين

  2. سلوي يقول

    اريد عنوان الملياردير وار بافيت

  3. غير معروف يقول

    اريد عنوان وارن بافييت هل هذا ممكن

  4. سلوي يقول

    سلوى عباس

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.