النفط يعاود الارتفاع بقوة في مستهل تعاملات هذا الأسبوع بعد توقعات بنقص الإمدادات خلال الفترة المقبلة

عاودت أسعار النفط الخام الارتفاع بقوة خلال التعاملات الأولى للسوق العالمي في هذا الأسبوع، وكان النفط قد أنهى التداولات في الأسبوع الماضي على أكبر خسارة يشهدها منذ ثلاثة أشهر، ويرجع السبب وراء العودة القوية لأسعار الخام إلى المخاوف من نقص موارد النفط في الأسواق خلال الفترة المقبلة، خاصةً بعد ما رفعت المملكة السعودية أسعار بيع خام النفط لعملائها في آسيا، تأثرًا بظروف المنطقة الجيوسياسية.

رغم الارتفاع الملحوظ الذي طُرحت به أسعار خام النفط؛ إلا أنه لاقى رواجًا كبيرًا وحقق أرباحًا هائلة خلال التداولات العالمية، وقد تأثر برفع المملكة لأسعار النفط كلٌ من دول آسيا، وشمال غرب أوروبا، والبحر المتوسط، وبلغ مقدار ارتفاع سعر برميل النفط 2.9 دولار بعد أن كان سعره 90 سنتًا.

تضافرت عدة عوامل ساهمت في رفع أسعار خام النفط خلال تداولات الأسبوع الماضي، وكان منها انتشار التخوفات من أن يواجه العالم نقصًا في إمدادات سوق النفط في الفترات المقبلة، جاء هذا نتيجةً لإعلان منظمة أوبك بلس عن تقليل كل من العراق وكازاخستان من إنتاج خام النفط، كمرحلة من مراحل خطة المنظمة في خفض إنتاج النفط.

كانت أوبك بلس قد رسمت خطة خفض إنتاج خام النفط بهدف الوصول إلى توازن نسبي في أسعار النفط العالمية، وعليه فقد تم إلزام العراق بإجراء تخفيضات تعوضية، بمقدار 602 ألف برميل يوميًا وحتى انتهاء العام الجاري، بينما تلتزم كازاخستان بخفض طاقتها الإنتاجية في النفط بمقدار 389 برميل يوميًا.

جاءت خطة التخفيضات المشار إليها في إطار تعويض فائض الإنتاج في حصص أوبك بلس قبل حلول نهاية العام الحالي، ما أثار القلق من تعرض العالم لنقص في إمدادات النفط، وبالتالي شهد سوق النفط هذا الإقبال الكبير، الذي كان سببًا قويًا في ارتفاع الأسعار مع بداية هذا الأسبوع.

إضافةً إلى العوامل المذكورة؛ يشارك المشهد الحالي للمنطقة بما فيه من توترات جيوسياسية بقوة في ارتفاع أسعار تداولات خام النفط، ولا سيما أن احتمالية الاتفاق بين قوات حماس وإسرائيل أصبحت ضعيفة، مما عزز من مخاوف تصاعد الصراع بين الطرفين، الأمر الذي ينعكس بالتبعية على إمدادات النفط في المنطقة خلال الفترة المقبلة.

يُذكر أنه قد نجحت عقود التداول الفوري لخام البرنت ارتفاعًا قويًا في مستهل تعاملات هذا الأسبوع؛ إذ وصلت إلى نسبة 0.95%، بواقع 83.58 دولار للبرميل، بعد أن عانت من خسارة أسبوعية بنسبة 7%، كذلك شهدت العقود الفورية لخام غرب تكساس الوسيط ارتفاعًا بنسبة 1.16% بما يقدر بحوالي 78.83 دولار للبرميل، في محاولة للعودة بعد خسائر أسبوعية تقدر بنسبة 6.8%.